Wednesday, July 04, 2007

جزيرة الحلوم

هي المرة الرابعة التي أملئ فيها طلب الهجرة، وأحزم أمري، ثم أرمي بالأوراق في سلة المهملات. هي المرة الرابعة بعد المئة التي أسأل فيها نفسي إن كان البقاء خيار أم فرض، وإن كان في البقاء صموداً أم أن في الهروب صمود، والسؤال يبقى، إلى أين؟

لقد زرت البلاد كلها، ولم أجد منزلاً غير منزلي، فما الحل؟ كندا، جميلة وهادئة، باردة، خضراء ومثلجة، ولكنها بعيدة عن لبنان. أميركا، صاخبة وغنية، وفيها كل أصدقائي، ولكنها.. بعيدة عن لبنان.. أوستراليا.. جنة الشمس والمحيط والطبيعة العذراء المترامية.. ولكنها بعيدة عن لبنان.. البرازيل.. بعيدة بعيدة بعيدة.. ولكن.. أليس لبنان بعيد عن لبنان؟ أما من حجة إلا البعد؟

الرومانسية داء لا دواء له.. الرومانسية كجرح الحديد الصدئ لا تزول.. أما الغد فضباب.. أخاف الأمل خشية أن أصاب بخيبة الأمل! ما أصعب الإنتظار.. ما أصعب القرار، والأصعب منه، اللا قرار. وما الأصعب، الألم أم الندم؟

قبرص.. نعم قبرص.. جزيرة الحلوم والشطآن والحمير البيضاء.. لأن قمرها قمرنا، ولأن بحرها بحرنا، ولأن شتاءها مطرنا! إن تضيعوني تجدوني على الشاطئ في لارنكا أرنو نحو الشرق

أن تغادر الوطن لا يعني أنه سيغادرك..فربما أصنع من طلبات الهجرة مركباً من ورق ومن نسغ أحلام ذائبة، وأخاف من الغد لأنه قد يكون اليوم الآخير